رسالة الى صديقي

عزيزي؟؟؟

ترددت كثيرا قبل ان اجلس لاحرر هذه الرسالة ولست ادري سببا لترددي او حتى سببا لرغبتي بالكتابة اليك

قد تكون كلماتي التي ساكتبها كلمات عابرة وسطحية وقد تكون صادرة من اعماق ملتهبة وثائر

غريبة هذه الحياة وهذا العالم .... هذه الحياة التي لا تعرف للرحمة معنى وللسعادة طعما حقيقيا

انها ظالمة .. ظالمة جدا ... تهبنا بسخاء وتسرقنا بلحظة حالمة وغامضة

تجمعنا بحنان فنسلم بها ونهبها ثقتنا ونطير فوق السحاب بسرور .. تضحك لنا وتلتقط الكلمات

من اعماقنا والتأوهات من قلوبنا المجروحة .. تبتسم لنا لتجبرنا على الابتسام وما ان نبتسم

وننسى احزاننا حتى تغضب وتثور وتزعم اننا سرقناها .. وتأتينا طالبة مسروقاتها

تاتينا طالبة السعادة .. ننظر اليها بعيون حالمة وبوجوه ضارعة .. نمد لها ايدينا لتاخذ ب

ولكنها بالمقابل قبل ان تهبنا تطالبنا بالتضحية ولا نتاخر .. نضحي .. نتعب .

ونقدم ولكنها لا تشبع ..

بل تطالبنا بالمزيد ونعمل حتى نستنزف قطرات دمائنا الفوارة.. وندفع لها المقابل سلفا

لنحصل على السعادة .. ندفع لها سنوات طويلة من حياتنا .. نقدم لها دماء جروحنا الممزوجة بارواحنا ودموعنا

نقدم لها ارواحنا التي يضييق الصدر عن تحملها لشدة ثورتها

اما هي فتتقبل كل هذا منا ببسمة انتصار وتعطينا السعادة وما ان نمسك احد اطرافها حتى تسارع الحياة لتجذبها

من الطرف الاخر . بعد ان تندم لانها اعطتنا هذه السعادة التي دفعنا انفسنا ثمنا لها

ويبدا الصراع نحن من جهة والحياة من جهة اخرى والسعادة تتارجح بيننا

والقوي هو الذي يستطيع جذبها والحصول عليها

سالني صديق ما ؟؟ من منا سعيد ؟؟ وانا اريد ان اسال ما هي السعادة بحد ذاتها ؟؟

وما هو المستقبل الذي نبحث عنه ؟؟

ما هما الا وهم نبحث عنه ونحن مقتنعون بوجوده . مساكين نحن يا اخي اننا العوبة بيد الزمن والحياة

يلعبان بنا كما يشاءان والغريب فينا اننا نقبل ذلك بكل اقتناع وكانه سنة الحياة

بودي لو تنفك عقدة لساني وتنطلق حنجرتي صارخة : كم انتم سخفاء ايها الناس

ما هي قيمتكم ايها البشر؟؟ ليتكم تجيبوني وتريحوني من هذا العذاب؟؟

اسالكم يا من بلغتم ذروة الثراء والنعيم ؟؟

ماذا يا ترى جنيتم من ثرائكم هذا ؟؟

اسالكم يا من اعتبرتم انفسكم سعداء ؟؟ ما هي سعادتكم ؟؟ بل اين هي سعادتكم ؟؟ وكيف تفسرونها؟؟

اسالكم يا من افنيتم وتحولت عظامكم الى مكاحل ؟؟ ماذا اخذتم من حياتكم ؟؟

واين انتم الان ؟؟

الستم جاثمين تحت التراب

لست ادري يا صديقي فهكذا شاءت الصدف والتفت الخيوط في كف حائك ينسج منها

حكايتي ويمزج فيها كل الوان الالم والحزن والعذاب

لا يسعني الا ان اعترف باني بداخل زورق صغير يتبخر وسط بحر مائج

قد يتكمن هذا الزورق من خرق الامواج والوصول للشاطئ الامين

وقد لا يتمكن وعندها لن يجد من يرسل له شبكة الخلاص ويمد يده لنشله من تلك

الاعماق الخانفة والفاسدة

ولو غرقت في هذا البحر فسافقد نفسي وساموت

وما اصعب الحياة بهذا الشكل